السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قصة العصفور والفيل
في غابة بعيدة مليئة بالأشجار الكبيرة والجميلة، والحيوانات الكثيرة والمتنوعة، عاش عصفور صغير مع أمه وإخوته في عش صغير مبني على قمم إحدى الأشجار العالية، وفي أحد الأيام ذهب العصفورة للأم للبحث عن طعام لأبنائها الصغار، والذين لا يستطيعون الطيران بعد، وأثناء غيابها عن العش هبت ريح شديدة هزت العش، فوقع العصفور الصغير على الأرض.لم يكن العصفور الصغير قد تعلم الطيران بعد، فبقي مكانه خائفا ينتظر عودة أمه، وأثناء ذلك مر فيل طيب يتمشى في الغابة بمرح، ويضرب الأرض بأقدامه الكبيرة، ويغني بصوت عال، شعر العصفور بالفزع الشديد، وأخذ يحاول الاختباء من الفيل، إلا أن الفيل رآه، فقال له:
اانت بخير أيها العصفور الصغير الجميل هل سقطت من الشجرة ولكن العصفور كان خائفا جدا فلم يستطع أن يجيب الفيل بأي كلمة، كان يرتعد بشدة من الخوف والبرد، فحزن الفيل لمنظره وقرر إحضار بعض أوراق الأشجار ووضعها حوله كي يدفئه.
حضر ثعلب مكار ورأى الفيل يتحدث مع العصفور ثم يذهب مبتعدا ليحضر له الأوراق، فاقترب من العصفور عند ذهاب الفيل، وسأله:
لماذا أنت هنا على الأرض أيّها العصفور الصغير.
أخبره العصفور الصغير أنه سقط من عشه، قال الثعلب بمكر:
انني أعرف مكان عشك أيها العصفور وسأعيدك إليه، ولكن عليك في البداية أن تتخلص من الفيل، فهو حيوان شرير ويريد أن يؤذيك.
في هذه اللحظة عاد الفيل يحمل الأوراق، فابتعد الثعلب واختبأ خلف الأشجار يراقب العصفور.
وضع الفيل الأوراق حول العصفور، والذي شعر بالدفء، ثم قال للفيل:
ايها الفيل الطيب، أنا أشعر بالجوع، أيمكنك أن تحضر لي بعض الطعام كانت هذه فكرة العصفور لإبعاد الفيل عنه حتى يستطيع الثعلب إعادته إلى عشه وإخوته، فالفيل كبير ومخيف جدا أما الثعلب فإنه يبدو طيبا، ويمتلك فروا جميلا ذي ألوان رائعة.
ردّ الفيل:
بالتأكيد أيها العصفور، سأحضر لك بعض الحبوب، ولكن كن حذرا من الحيوانات الأخرى ولا تتحرك من مكانك حتى أعود.
اقترب الثعلب من العصفور عند ذهاب الفيل وقال له:
فلنذهب كي أعيدك إلى عشك أيها العصفور وحمله وابتعد خلف الشجرة، وفجأة تغيرت ملامح الثعلب، ورمى العصفور على الأرض ثم هجم عليه يهم بافتراسه وأكله، بدأ العصفور بالصراخ عاليا:
أنقذوني أرجوكم أنقذوني سمع الفيل صوت العصفور فعاد مسرعا ورأى الثعلب يحاول افتراس العصفور، فركض بسرعة وضرب الثعلب الذي هرب مبتعدا، حمل الفيل العصفور وقال له:
ألم اخبرك ألا تبتعد أيها العصفور.
اعترف العصفور:
في الحقيقة لقد كنت أشعر بالخوف منك أيها الفيل، فأنت كبير ضخم وكبير الحجم، وأنا عصفور صغير جدا، رد الفيل بحزنٍ شديد:
ايها العصفور، أنا لا آكل الحيوانات الصغيرة، ولست أريد سوى مساعدتك، عليك أن تتعلم أنه لا يجب الحكم على أحد لشكله أو حجمه، بل بأفعاله فقط ثم أخذ الفيل العصفور وأعاده إلى الشجرة التي سقط منها، وكانت أمه تبحث عنه بخوف شديد، ففرحت جدا عندما رأته، وشكرت الفيل على مساعدتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق